ولدت فائزة اسكندارني في 2 سبتمبر 1951 بتونس، وزاولت تعليمها الابتدائيّ في مدرسة فرنسيّة والتحقت في مرحلة التعليم الثانويّ بمدرسة فرنسيّة علمانيّة داخليّة حيث احتكّت بفتيات من ديانات مختلفة، وتأثرّت بالقيم الحداثيّة كالمساواة والتعدديّة وتقدير العلم والعمل والبذل وغيرها. تحصّلت على الإجازة في الآداب الفرنسية في سنة 1975 فأصبحت أستاذة في معهد مونفلوري ثمّ معهد قرطاج وقد التحقت بعد ذلك، بالجامعة للتدريس في معهد الدراسات التجاريّة العليا بقرطاج ثم كليّة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بتونس.
تتقن «'فائزة اسكندارني» اللغات القديمة كاللاتينيّة واليونانيّة، وهي شاعرة وكاتبة وناشرة (نذكر من بين أعمالها :ZOUAOUI SKANDRANI, Faïza Rock : poèmes d’une vie 1971-1989
Edité par Faïza Skandrani. La Marsa – 1992. شاركت سنة 1993 في نطاق مشروع وزارة التربية، في وضع كتب تدريس الفرنسيّة الخاصّة بالسنة سادسة من التعليم الإعدادي.
عُرفت 'فائزة اسكندارني' بنضالها من أجل تغيير الواقع التونسيّ، والدفاع عن حقوق الإنسان للنساء، ونشاطها المكثّف في المجتمع المدنيّ مع النساء الديمقراطيات وكانت عضوا في المكتب التنفيذيّ لجمعيّة النساء التونسيات من أجل التنمية (AFTURD).
ساهمت فائزة اسكندارني منذ انطلاق الثورة التونسيّة 17 ديسمبر 2010 - 14 جانفي 2011 في عقد عدّة ندوات لتوعية النساء بدورهنّ في الدفاع عن حقوقهنّ، وتمكينهنّ في المجال السياسيّ، والحقوقيّ، والاجتماعيّ، بالإضافة إلى تنظيم مظاهرات مختلفة دفاعا عن مكاسب التونسيات وقيم الجمهوريّة كالديمقراطية والمساواة والعدالة وغيرها. وبالرغم من إصابتها بالسرطان لم تتخلّف 'فائزة اسكندراني' يوما، عن المشاركة في المظاهرات الاحتجاجيّة التي شهدتها تونس بعد الثورة.
أسّست 'فائزة اسكندراني' جمعيّة«مساواة ومناصفة» وتولّت مهمّة رئاستها، وتمثّلت أهداف الجمعيّة في نشر ثقافة المساواة والتوعية والتكوين في مجال حقوق النساء والطفل، إضافة إلى المساهمة في إرساء تقاليد العمل المدنيّ وتطوير آليات التواصل.
دافعت 'فائزة اسكندراني' عن تكافؤ الفرص بين الجنسين، وانتقدت عدم تشريك النساء في المنابر الإعلاميّة، وفي تركيبة الحكومة وفي غيرها من المواقع، ولم تكتف بالنقد بل قدّمت البدائل فساهمت مع عدّة جمعيّات
(Faiza Skandrani présente la campagne ‹Femmes à la Une› https://www.youtube.com/watch?v=C62J7dbAWBI (20 août 2013, Access 2-5-2021 ))
في تنظيم حملة «الحرّة تونسيّة» 2011 من أجل تقديم أكثر من مائة سيرة ذاتيّة للكفاءات النسائيّة التونسيّة إلى رئيس حكومة الترويكا آنذاك حتى ينتقي من بينهنّ مجموعة تكون في مواقع صنع القرار.
ونظمّت «فائزة اسكندراني مظاهرة احتجاجيّة» في أوت 2011 أمام مقرّ الحكومة بالقصبة دعت فيها الحكومة إلى الالتزام بتطبيق اتفاقية السيداو (CADAW) بكلّ فصولها ورفع تحفظات الدولة التونسيّة.
ويعرف عن 'فائزة اسكندراني' استماتتها في سبيل ترسيخ المساواة والتناصف في كافة المجالات السياسيّة والتربويّة والتعليميّة والصحيّة وغيرها، ويعزى لها الفضل في ممارسة الضغط من أجل دفع المجلس التأسيسيّ إلى إقرار التناصف بين الجنسين في القانون الانتخابيّ الصادر في 11 أفريل 2011. إلاّ أنّ المجلس أقرّ التناصف العمودي وأسقط مبدأ التناصف الأفقي.
استمرّت 'اسكندارني' في الدفاع عن المساواة والتناصف حتى آخر رمق في حياتها إذ التقت برئيس المجلس التأسيسيّ في سنة 2014 وأكّدت له ضرورة أن يكون القانون الانتخابيّ الجديد مكرّسا للتناصف الأفقي والعمودي ومرسّخا للقيم التي جاء بها الدستور.
توفّيت فائزة سكندراني في 11 أفريل/نيسان 2015 بعد مسيرة نضاليّة تسمح لها باحتلال مكانة مرموقة في حقل النضال من أجل بناء دولة مدنيّة ديمقراطيّة ترسّخ المواطنة والعدالة والمساواة والحريّة بين الجميع.
آمال قرامي
شارع عبد العزيز آل سعود - نهج الشهيد فرحات ين عافية المنار2 - 2092 - تونس - الجمهورية التونسية