مجالات النشاط

• العلوم التجريبيّة والطبيّة

فاطمة معموري العربي مهندسة فلاحية رائدة في مجال الاقتصاد الريفي والدبلوماسية الزراعية. لعبت، كمديرة عامة للتعاون الدولي في وزارة الفلاحة، دورًا مهمًا لمدة خمس وعشرين سنة في المفاوضات مع المنظمات الدولية المتخصصة في الزراعة. وهي أيضا ناشطة في مجال حقوق المرأة، وخاصة فيما يتعلق بتحسين وضع المرأة الريفية.

ولدت فاطمة معموري العربي في نابل في 30 جانفي 1947. أكملت تعليمها الابتدائي (1954-1961)، والمرحلة الأولى من تعليمها الثانوي (1961-1963) في نابل حيث تحصلت على شهادة B.E.P.C. عام 1963 .وأكملت دراستها الثانوية بتونس في معهد الفتيات بمونفلوري وحصلت على الجزء الأول من البكالوريا عام 1964 ثم الجزء الثاني علوم عام 1965.

طوال فترة دراستها، كانت فاطمة المعموري العربي تلميذة متفوقة، فقد اتسمت مسيرتها الدراسية الابتدائية والثانوية بالتميز (شهادة شفوية لشقيقها حسن معموري).  

انضمت بعد البكالوريا إلى المعهد الوطني للفلاحة بتونس، وخلال دراستها، حصلت على تربص بالمدرسة العليا للبستنة في فرساي بفرنسا في جويلية وأوت 1967.  ومن ثم كرست أطروحتها، التي أنجزتها قبل التخصص، لموضوع إنتاج القرنفل والزنبق في تونس لتتحصل بعد ذلك على شهادة مهندس أشغال عامة 1969.

بعد حصولها على شهادة الهندسة تم تعيينها في الوظيفة العمومية بوزارة الفلاحة في رتبة  مهندس دولة وذلك في سبتمبر 1969 حيث التحقت بمكتب التخطيط والتنمية الزراعية  أين كانت مسؤولة عن دراسة وتحليل سير حملات القوارص والطماطم والمشمش والضرائب والرسوم المطبقة على المنتجات الزراعية المستوردة.

وفي عام 1970 حصلت على منحة دراسية لمواصلة تكوينها في الولايات المتحدة الأمريكية، في جامعة ديفيس في كاليفورنيا، ثم في جامعة مينيسوتا، سنة 1973، وقد توجت هذه المرحلة الدراسية بالحصول على شهادة الماجستير في الاقتصاد الريفي. كُرست المواضيع البحثية التي تمت تغطيتها لدراسة دور التعاضديات في التنمية الزراعية، وفحص نجاعة سوق الطماطم وكذلك العجز الغذائي في تونس. مما لا شك فيه أن سنوات تعليمها العالي كانت حاسمة من حيث أنها مكنتها من اكتساب المهارات في مجالات الهندسة والاقتصاد الريفي وكذلك اللغات والتواصل. إذ أن إقامتها في فرنسا وخاصة في الولايات المتحدة لم تسمح لها بالتخصص فحسب، بل أيضًا بالانفتاح على الثقافات الأخرى وإتقان اللغة الإنجليزية التي ستكون لغتها العملية على المستوى الدولي وقبل كل شيء تنمية شخصيتها وصفاتها الإنسانية. «كل من عرف فاطمة في الولايات المتحدة، كما في تونس، في الإطار المهني أو الأسري، يذكرون روحها المرحة، وصدقها، ولكن قبل كل شيء كرمها، وطيبتها، ولطفها ووطنيتها».

بالعودة إلى تونس، بعد حصولها على شهادة الماجستير، تمت ترقيتها إلى رتبة مهندس أول في عام 1973 ثم إلى رتبة مهندس رئيس في عام 1984 وأخيراً إلى رتبة مهندس عام في عام 1988. في وزارة الفلاحة، شغلت فاطمة معموري العربي مناصب مختلفة: أولاً كرئيسة مصلحة البرمجة والمتابعة بالإدارة الفرعية للتعاون الدولي من 1979 إلى 1983، ثم كاهية مدير الإدارة  الفرعية  للتعاون الدولي بديوان وزير الفلاحة من 1983 إلى 2001 ، كما كانت مكلفة بمهمة في إدارة  التعاون الدولي بديوان وزير الفلاحة في عام 1992.

ونظرا لمهاراتها المهنية فقد تم اختيارها من قبل وزير الفلاحة لسعد بن عصمان لتكون عنصرا فاعلا في ديوانه الوزاري فتطورت موهبتها على التفاوض ضمن هذا الفريق. وبذلك شاركت، بصفتها رئيسة للوفود الدبلوماسية الزراعية، في عدة مؤتمرات وندوات دولية وجميع المفاوضات مع منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية والوكالات المتخصصة في الزراعة، وكذلك المؤسسات المالية الداعمة للمشاريع الزراعية، بالإضافة إلى الاتفاقيات الثنائية مع عدة دول. كما شاركت أيضا في مؤتمر إنشاء الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وكذلك في اجتماعات البرنامج العالمي للأغذية. وتندرج هذه المرحلة من حياتها المهنية صلب عملها في خدمة الدبلوماسية الزراعية التونسية. فضمن الفريق القريب من وزير الفلاحة، شاركت فاطمة معموري العربي في جميع المفاوضات المهمة، كرئيسة فاعلة للدبلوماسية الزراعية.

وحسب شهادة زملائها فهي «مناضلة حقيقية، سيدة حديدية، مفاوضة ماهرة».كانت فاطمة، كرئيسة للوفد التونسي، الركيزة الأساسية لجميع المفاوضات مع منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية والمنظمات الأخرى».

في سنة 2000 أصبحت مكلفة بمتابعة ملف المرأة الريفية وفي 2001 كلفت بمهمة وإدارة  مكتب الإحاطة بالمرأة الريفية بديوان وزير الفلاحة وأخيراً مديرة الإدارة المركزية من الدرجة الاستثنائية2 من عام 2004 حتى تقاعدها عام 2007. وفي هذا المجال اهتمت بالمرأة في الفلاحة وخاصة المرأة الريفية فكلفت بتنسيق مشروع إعداد استراتيجية وخطة عمل لفائدة المرأة في الفلاحة والصيد البحري، أنجزت في .1988 كما مثلت وزارة  الفلاحة  في مؤتمر القمة للنهوض بالمرأة الريفية الذي التأم في جينيف سنة 1992 و في الاجتماع الإفريقي للمرأة الذي التأم بداكار عام 1994 وشاركت أيضا في المؤتمر الدولي للمرأة الريفية في مدريد سنة. 2002  وباعتبارها ضابط اتصال لمنظمة الأغذية والزراعة، شاركت في عديد الاجتماعات الجهوية للخبراء في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا التي اهتمت بالنهوض بالمرأة في التنمية الفلاحية. كما كان لها دور محوري  كهمزة وصل بالنسبة لوزارة شؤون المرأة والأسرة في تونس ومنظمة الفاو للقضايا المتعلقة بالنهوض بالمرأة في التنمية الريفية والزراعية.  فعلى الصعيد الوطني  كانت عضوة في المجلس الوطني للمرأة والأسرة منذ انبعاثه وممثلة لوزارة الفلاحة فيه وعضوة في اللجنة الوطنية للمرأة الريفية وكذلك  ممثلة  عن وزارة الفلاحة فيها كانت أيضا عضوة في المجلس الوطني للمرأة والأسرة منذ انبعاثه وعضوة في اللجنة الوطنية للمرأة الريفية.كانت أيضا عضوة في المجلس التنفيذي للاتحاد النسائي التونسي، مسؤولة عن النهوض بالمرأة الريفية وكذلك عضوة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي.

كامرأة ميدان، استطاعت فاطمة معموري العربي أن تتعرف بدقة وبسرعة على مشاكل المرأة الريفية وتكافح لتجعل وضعها صلب اهتمامات الوزارة. شاركت النساء الريفيات شواغلهن وناضلت من أجل تحسين وضعهن منذ تعيينها مسؤولة عن مكتب دعم المرأة الريفية وذلك حتى تقاعدها.

في عام 2001 حصلت فاطمة معموري العربي على دبلوم معهد الدفاع الوطني الذي يتوج تدريبًا خاصًا لنخبة مسؤولي الدولة التونسية والذي من المفترض أن يهيئ صناع القرار المستقبليين ووزراء الدولة التونسية.

وفعلا لقد مكنتها مثابرتها وشغفها بمهنتها من تنفيذ العديد من المشاريع. (شهادة شفوية لشقيقتها كلثوم معموري السافي).

كانت فاطمة معموري العربي مفاوضة ماهرة، وامرأة ميدان، ومناضلة مخلصة، وفية للقضايا التي دافعت عنها بعزم، مدفوعة بالقيم وبرؤية استراتيجية واضحة وبحب للرسالة المهنية والوطن.

نالت وسام الجمهورية ووسام الاستحقاق الفلاحي.

آمال القعيّد (بن عمّار)