0 Loading ...

موسوعة النّساء التّونسيّات موسوعة النّساء التّونسيّات

خديجـة الطبّــال

[1925-1995]
مجالات النشاط
  • الالتزام والنّضال في الحياة العامّة

شاركت خديجة الطبّال في النضال الوطني ضدّ المستعمر الفرنسي، ولكنّها بقيت غير معروفة  لأن المعلومات المتعلّقة بهذه المناضلة شحيحة وأحيانا متضاربة على نحو لا يسمح ببناء صورة واضحة المعالم حول حياتها الشخصيّة ومسيرتها النضاليّة.

ولدت خديجة بن ابراهيم الطبّال في الحلفاوين، بتونس العاصمة، يوم 25 أوت 1925. وتذكر السيّدة الدوّ القايد أنّ خديجة الطبّال «تلقت تعليمها بمدرسة بطحاء الحلفاوين» (منارات الفجر، تونسيات على درب النضال 1900 1956، صفاقس، مطبعة التسفير الفنّي، 2006، ص 221). ولا تتيح المصادر والمراجع المتوفّرة معرفة المستوى التعليمي الذي بلغته. إلا أنّنا نعلم أنها تزوّجت من الشاذلي شقرون، وهو مناضل شارك في المقاومة الشعبيّة في 1952، واعتقل بمحتشدي الزعرور (قرب فريفيل) وجلال (بنقردان). وأنجبت ابنا واحدا، وأنّها اشتغلت ممرّضة بمعهد صالح عزيّز للأمراض السرطانيّة.

تعود بداية المسيرة النضاليّة لخديجة الطبّال إلى سنة 1951 عندما انخرطت في الشعبة الدستوريّة النسائيّة لمدينة تونس، وهي أوّل شعبة دستوريّة نسائيّة بالبلاد، وقد تزامن إحداثها مع فشل تجربة الحوار مع فرنسا بعد أن تمسّكت فرنسا بمبدأ السيادة المزدوجة (مذكرّة 15 ديسمبر 1951).كانت خديجة الطبّال من الأوائل الذين لبّوا دعوة بورقيبة إلى الانتفاضة والنضال. ففي يوم 15 جانفي 1952، وبأمر من بورقيبة، تحوّلت الطبّال مع عضوات الشعبة النسائيّة بتونس إلى باجة قصد إنشاء شعبة دستوريّة نسائيّة هناك. وعلى إثر الاجتماع انتظمت مظاهرة مشتركة بين النساء والرجال، فعمدت الشرطة إلى تفريقها وإيقاف 8 رجال و10 نساء، كانت خديجة الطبّال إحداهنّ. وجرى من الغد نقلهم إلى بنزرت لإحالتهم على المحكمة من أجل المشاركة في مظاهرة غير مرخّص لها. وقرّرت المحكمة إطلاق سراح خديجة الطبّال وبقيّة الموقوفين.

لم تنقطع خديجة الطبّال عن المشاركة في المظاهرات التي عمّت البلاد طيلة شهري جانفي وفيفري 1952 على غرار المظاهرة النسائيّة الكبرى التي وقعت أمام القنصليّة الأمريكيّة يوم 19 جانفي، فتمّ إيداعها السجن المدني بتونس يوم 21 جانفي، وأطلق سراحها يوم 2 فيفري بعد أن قضت المحكمة بمعاقبتها بشهر سجن مع تأجيل التنفيذ وبدفع غرامة قدرها 6000 فرنك (شهادة سُلمت لخديجة الطبّال من إدارة السجن المدني بتاريخ 2 جويلية 1959، وردت في المناضلة خديجة طبال رمز الوطنية، مجموعة وثائق نشرها الاتحاد الوطني للمرأة التونسيّة بمناسبة أربعينيّة خديجة الطبّال).

ولم يثنها ذلك عن مواصلة نضالها حيث شاركت في «الاجتماع النسائي العظيم» (جريدة الصباح، 26 فيفري 1952) الذي انعقد يوم 25 فيفري بالسيّدة المنوبيّة، فوقع القبض عليها وإبعادها لاحقا إلى محتشد رمادة مع عدد من الوطنيين والوطنيات، والتحق بهم بورقيبة يوم 26 مارس. وبتاريخ 28 ماي، 1952 تمّ إيداعها السجن المدني بتونس مجدّدا وتواصل حبسها إلى غاية 4 مارس 1953 تنفيذا لحكم أصدرته ضدّها المحكمة العسكريّة بتونس. وتشير جريدة الصباح إلى أنّها نُقلت يوم 7 جويلية 1952 من السجن المدني إلى المستشفى الصادقي (مستشفى عزيزة عثمانة حاليّا) بسبب أوجاع ناشئة عن مرضها بالكبد (جريدة الصباح، عدد يوم 9 جويلية 1957).

وبعد الاستقلال، مثّل الاتّحاد القومي النسائي - المُحدث في 1956 - المحطّة الرئيسيّة الثّانية في مسيرة خديجة الطبّال، إذ كانت إحدى العضوات الأربع عشرة اللّاتي شكّلن الهيأة التأسيسيّة (الاتّحاد القومي النسائي، اتّحادنا في 10 سنوات 56-66، تونس، المطبعة العصريّة، 1966). وتولّت هذه الهيأة تسيير الاتحاد إلى حدود انعقاد مؤتمره الأوّل في أفريل 1958. لكن يبدو أنّ خديجة الطبّال لم تكن من العناصر القياديّة داخل الاتّحاد، فلم يقع ذكرها في منشورات الاتّحاد النسائي إلّا في مناسبات قليلة، تخصّ أساسا انتخابها ضمن الهيئات الإداريّة للاتّحاد في فترات مختلفة. فخلال المؤتمر الثاني للاتّحاد (أوت 1960) كانت عضوا بمكتب المؤتمر (لجنة تحرير اللوائح والقانون الأساسي)، ثمّ انتخبت في مناسبتين كعضوة في الهيأة الإدارية للاتحاد في أعقاب المؤتمر الخامس (أوت 1973) والمؤتمر السادس (أوت 1976). أمّا في المؤتمر الثامن المنعقد ببنزرت في أكتوبر 1986، فاخْتِيرت خديجة الطبّال ضمن الهيأة الاستشاريّة مع كلّ من شاذليّة بوزقرّو وحليمة الشعبوني وسعاد القروي وقمر معاوية. ويُشار أيضا إلى أنّها بادرت بتأسيس فرع للاتّحاد النّسائي بالحفصيّة، وتوّلت رئاسته.

واصلت خديجة الطبّال نشاطها السّياسي بعد 1987 في إطار التجمّع الدستوري الديمقراطي وقد تحصّلت على ثلاثة أوسمة: الصّنف الثالث من وسام الجمهوريّة والصّنف الرابع من وسام الاستقلال والصّنف المذهّب من وسام الشّغل.

توفيّت خديجة الطبّال يوم 10 فيفري 1995 بعد صراع مع المرض استمرّ قرابة ثلاث سنوات. وحضر موكب الدفن أعضاء من الحكومة ومن حزب التجمّع ورئيسة الاتّحاد الوطني للمرأة التونسيّة فائزة الكافي.

 علي آيت ميهوب

 

تفاعل مع المنشور وشاركنا تعليقاتك

ابحث بالمجال
العلوم
الاجتماعيّة والقانونيّة
العلوم
التجريبيّة والطبيّة
الآداب
والفنون
الالتزام
والنّضال في الحياة العامّة
الحضارة
والتاريخ
تواصل معنا

اقترح شخصية

تواصل معنا

العنوان

شارع عبد العزيز آل سعود - نهج الشهيد فرحات ين عافية المنار2 - 2092 - تونس - الجمهورية التونسية

البريد الالكتروني
directiongenerale@credif.org.tn
رقم الهاتف
0021671885322
Drag View Close play
0%