0 Loading ...

موسوعة النّساء التّونسيّات موسوعة النّساء التّونسيّات

منيـرة الرمـادي - شابوطـو

(1942-2023)
مجالات النشاط
  • العلوم الاجتماعيّة والقانونيّة

منيرة أو رشيدة الرمادي شابوطو، مثلما عرفها أبناء جيلها أو من عاصرها خلال فترة تحصيلها الجامعيّ أو في بداية مسيرتها المهنيّة، إمرأة ستظلُّ تذكرها وتعترفُ بفضلها أجيال كثيرة من الجامعييّن والمثقّفين والمفكّرين، لما لها من أثرٍ علميّ وثقافيّ، وما رسّختهُ من قيمٍ سامية في الوسط الجامعيّ وأساسا بين المؤرّخين والأثرييّن والأنثروبولوجيّين منذ التحاقها بالجامعة التونسية أواخر ستّينات القرن الماضي وإلى حد رحيلها في 22 أكتوبر 2023.

ما أن يذكر إسم "مَـدام شـابوطـو" كما اشتهرت حتى تتداعى قطاعات كثيرة من الجامعيّين والمثقّفين وتصمتُ أطيافٌ أخرى أمام هيبة المرأة وعلمها وتجربتها وخبرتها وجدّيتها ومصداقيّتها، وهي خصالٌ وفضائل ظلّت محلّ اتّفاق واعتراف من الجميع، بما في ذلك أكبر منافسيها. تركت المرأة بصمتها في كلّ الأماكن التي مرّت بها، وكان لها طابعها مع كلّ الأطراف التي تعاملت معها، ونجحت في أن تبقى راسخة في الذّاكرة الجمعيّة لقرابة جيلين كاملين من الطلبة والجامعيّين والإداريّين وكبار المسؤولين وحتى بعض السياسيّين.  

ولدت منيرة رمادي في 27 من شهر أفريل من سنة 1942 بمدينة تونس وسط أسرة من الطبقة الوسطى كان لها عميق الأثر في تربية الفتاة على قيم المثابرة والانضباط والتحصيل العلمي، وغرست فيها إجلال التعليم والتشبّث به سبيلًا للارتقاء الاجتماعيّ والاندماج في الحياة العمليّة. قضت البنت منيرة المرحلة الأولى من طفولتها ومن دراستها الابتدائية بمدرسة البنات بمدينة ماطر إلى الغرب من جهة بنزرت شمال البلاد التونسية حيث كان والدها يشتغل قابضا للماليّة، وترعرعت منتقلة بين هذه المدينة ومدينة تونس، لتنتقل خلال المرحلة الثانويّة إلى الضّاحية الجنوبية للعاصمة وتحديدا إلى معهد البنات برادس. حيث بدأت تنمو لديها أول بوادر الاهتمام بالتّاريخ حسب ما ترويه هي نفسها في إحدى الشهادات التي قدّمتها حول مسيرتها المهنيّة.

وإثر حصولها على شهادة الباكالوريا في اختصاص العلوم التحقت منيرة الرمادي بالجامعة التونسيّة مُؤْثِرةً التخصّص في دراسة "التّاريـخ" استجابة لاختيارات والدها الذي لم يكن يفضِّلُ توجُّهِها إلى اختصاص البيولوجيا حسب ما تذكره عائلتها، ليلتقي ذلك مع رغبة في نفسها وتشرع في تحقيق الطموح الذي رافقها منذ دراستها الثانويّة مستفيدة من إلحاق جامعتها بجامعة السوربون أعرق الجامعات الفرنسية لاسيّما في مجال العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، فنهلت مبكّرًا من كبار المؤرّخين الفرنسيّين أمثال Edouard Perroy, Georges Duby, Roger Portal… ، وهناك كان اللقاء مع أحد الأساتذة الزائرين وهو المستشرق كلود كاهن Claude Cahen، لقاء كان بمثابة المحطّة المفصليّة التي سترسم مستقبل المؤرّخة الشّابة وتحقّق لديها رغبتها القديمة في الإبحار في التّاريخ الشّرقي وتحديدا في موسوعة شهاب الدين النُّويري والتي ستكون موضوعًا لرسالتها للدراسات العليا في التاريخ لاحقا.

استهلت الأستاذة منيرة الرمادي مسيرتها المهنية بتجربة أولى وجيزة في التعليم الثانوي بمعهد رادس، وذلك بالتوازي مع اعدادها لرسالة شهادة الدراسات العليا في التاريخ (DES) بعد حصولها على الإجازة في الآداب سنة 1964، لتتحوّل في السّنة الموالية إلى جامعة السوربون أين أتمت الرسالة المذكورة وناقشتها، وفي سنة 1966 تحصّلت على شهادة الكفاءة المهنيّة في التعليم (CAPES)، وفي سنة 1967 على شهادة التّبريز في التاريخ، لتعود في السنة الموالية إلى تونس وتستأنف التدريس بمعهد مونفلوري لمدة سنة واحدة وتباشر بالتوازي مع ذلك تجربتها الجامعيّة وتواصل إعداد أطروحة دكتورا الدولة حول المماليك خلال القرنين 13 و14م تحت إشراف جون كلود ڤارسان Jean-Claude Garcin وناقشتها سنة 1993 بجامعة آكس أون بروفانس Aix-en-Provence فاعتبرت الأطروحة تتويجا للمشروع العلميّ الذي انطلق مع أستاذها كلود كاهن Claude Cahen منذ لقائها به في بداية مسيرتها البحثية.

إن المتتبّع لمسيرة الأستاذة منيرة شابوطو، وهي مسيرة تمتد على أكثر من نصف قرن من الزمن تدريسًا وبحثًا وتأطيرًا ومشاركةً في العديد من لجان التفكير والتنسيق والإصلاح الجامعي والانتداب والتّرقية والهيئات العلميّة والإداريّة، يزداد اقتناعا برِباطة جأش المرأة وشدّة عزمها وقوّة عزيمتها، إذ نجحت في التدرّج بجدارةٍ واقتدارٍ كبيرين في مختلف الرّتب الجامعيّة وتنقّلت بين عديد المهامّ والمسؤوليّات وشغلت بعض الخطط بعدد من المؤسّسات الجامعيّة، وعاصرت كبار المؤرخين التونسيين في التاريخ الوسيط مثل، محمد الطالبي وعمر السعيدي، وهشام جعيط، وراضي دغفوس، وغيرهم.

ومنذ عودتها من فرنسا سنة 1968، التحقت بالجامعة التونسيّة كمساعدة للتعليم العالي وكانت تتّقدُ نشاطًا وحيويّةً وحماسًا، متسلّحة بلغة موليار Molière وبأحدث المناهج والمقاربات التاريخيّة. فنجحت في طورها الأوّل في أن تحجز لنفسها مكانة معتبرة بين كبار الجامعيّين رغم حداثة سنّها، وأفكارها المُجدّدة التي لم يكن من السّهل طرحها في تلك الظرفية، لقد تمكّنت بعد سنتين فقط من الارتقاء من رتبة أستاذ مساعد، أستاذ محاضر سنة 1978، ثم أستاذ تعليم عال سنة 1982 وتكون بالتالي قد بلغت أعلى مراسم السلّم الجامعي ودعمت مكانتها كإحدى ركائز الجامعة التونسيّة بشكل مبكّر، بل وساهمت في التأصيل لمجال اختصاصها من خلال اضطلاعها ببعض المهام، لعلّ أبرزها مهمة مُنسّقة العلوم الإنسانية بمجلس البحث العلمي بوزارة التعليم العالي بين سنتي 1983 و1990 وعضو بالمجلس الأعلى للبحث العلمي والتقني منذ سنة 2009.

تميّزت المسيرة الأكاديميّة والعلمية للأستاذة شابوطو بالثبات والثّراء والتنوّع والتفتّح على التوجّهات المستحدثة في البحث التاريخي، ومواكبة مختلف التحوّلات، ونجحت بذلك في خوض عديد التّجارب البحثيّة والجامعيّة؛ فمن باحثة مُقيمة بالمعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق (IFEAD) (1991-1993)، إلى مُشرفة على عدّة برامج ومشاريع بحث مشتركة في مجالات التّاريخ والتّراث، ومنها إلى عضو-مؤسّس لمخبر العالم العربيّ الإسلاميّ الوسيط بجامعة تونس (1999)، ثمّ مديرة للدّراسات بدار المعلمين العليا (1998-2002) وإلى أستاذة متميّزة بجامعة تونس في سنة 2008، ثمّ مجمعيّة Académicienne بالمجمع التّونسيّ للعلوم والآداب والفنون: بيت الحكمة ورئيسة لقسم العلوم الإنسانية والاجتماعية به منذ 2012.

وبين هذا وذاك ترأّست الأستاذة شابوطو في عديد المناسبات إدارة أو رئاسة تحرير مجلة "الكرّاسات التّونسيّة" Cahiers de Tunisie أكثر المجلّات شهرة في مجال العلوم الإنسانية بعدما كانت قد التحقت بهيئة تحريرها منذ سنة 1972. كما انتسبت إلى اللّجان العلميّة لبعض المجلاّت والدوريّات العالميّة الأخرى مثل مجلة "القنطـرة" al-Qantara (2007) التي يصدرها معهد لغات وثقافات البحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأدنى بمدريد- اسبانيا Instituto de Lenguas y Culturas del Mediterráneo y Oriente Próximo  وغيرها... وأشرفت على العديد من الهيئات العلميّة لمؤتمرات وطنيّة ودوليّة في مجالات التّاريخ والآثار والتّراث انتظمت في مؤسسات جامعيّة ومراكز بحث تونسيّة وأجنبيّة كالمعهد الوطني للتراث وجامعة تونس وجامعة القيروان...

لقد تنوعت اهتماماتها العلميّة في بحوثها وفي دروسها وفي المواضيع التي كانت تقترحها على طلبتها؛ فبعد تجربتها الأولى في التّاريخ العام أبحرت في مشارب علمية مبتكرة عديدة، وكانت تنحو دائما نحو التّجديد ومواكبة التوجّهات البحثيّة المستحدثة في أكبر الجامعات ومراكز البحث العالميّة وتطوّر المقاربات والمناهج، وحرّرت نفسها وطلبتها وجامعتها من الرّتابة والاجترار والتّكرار، وفتحت آفاقا جديدة نجحت في تكريسها في الأوساط الجامعيّة رغم توجّس بعض المحافظين من الجيل الأوّل للجامعيّين وظلت بذلك تمثل استثناءً بين أغلب معاصريها بتزعّمها للتيّار المتفتّح في الجامعة التونسيّة طيلة تجربتها الأكاديميّة.

لقد كتبت في التّاريخ والعمران والأنثروبولوجيا والتّراث الثقافي والمرأة والعائلة، واهتمّت بالمشرق والمغرب على حدّ السواء، وساهمت في أهمّ المجلات العالميّة والمؤتمرات عالية المستوى والمعاجم والموسوعات على غرار دائرة المعارف الإسلامية التي أوكلت لها مهمة تحرير مقال "تونـس" في طبعتها الثانية بالتعاون مع بعض الباحثين الآخرين... ونجحت في عديد الأحيان في فكِّ الارتباط مع التّحقيب التّاريخي الكلاسيكيّ وفضّلت رصد الظواهر والإشكاليّات التاريخيّة متى بدأت وحيثما تفرّعت وأين انتهت، سالكةً في ذلك منهج أساتذتها من مدرسة الحوليّات. وكذا فعلت مع طلبتها فقد تنوّعت مواضيع الرّسائل الجامعيّة التي أشرفت عليها وأتت على أغلب المباحث والإشكاليّات الأكثر تداولًا خلال الأربعين سنة التي تغطي فترة نشاطها التأطيريّ بالجامعة التونسيّة وخارجها.

في جانب آخر من مآثرها ظلّ مغمورا نسبيّا، لم تبق الأستاذة شابوطو حبيسة العالم الأكاديميّ الصِّرف وإنّما تكرّمت على الجمهور العريض من المهتمّين بالتّاريخ والتّراث والأنثروبولوجيا ببعض الأعمال التي جمعت بين المحتوى العلميّ والجمال اللغويّ والوضوح المنهجيّ، ووفّرت بذلك مادّة علميّة أصيلة وسهلة الاستساغة حول بعض الأحداث أو الشخصيّات التاريخيّة التي افتتنت بها ورأت أنه من المفيد إيصالها إلى القارئ مثل عبد الرحمان بن خلدون والحسن الوزّان وكريستوف كولومب وأحداث سنة 1492 وغيرها... 

إنّ المتصفّح اليوم للفهارس الجامعيّة في مجالات التّاريخ بمختلف فتراته والتّراث والأنثروبولوجيا والحضارة وتاريخ الذهنيّات يذهل بتردّد اسم الأستاذة منيرة شابوطو وحضوره اللاّفت للانتباه بشكل مسترسل ومتداول وبارز. لقد تجاوز عدد الرّسائل التي أشرفت عليها المائة رسالة من مختلف الدّرجات الأكاديميّة والأصناف الجامعيّة يشترك أغلبها في طرافة المواضيع المطروحة وتنوّع المقاربات المعتمدة، وذلك ليس فقط للباحثين التونسييّن ولكن أيضا للعديد من الطلبة العرب الذين قصدوا تونس لإنجاز أطروحاتهم، أو في إطار نظام الإشراف المزدوج cotutelle مع بعض الجامعات الأجنبية الذي كان لها السّبق والرّيادة فيه وجعلت منه أحد التقاليد الرائدة والمميّزة للجامعة التونسيّة مقارنة بنظيراتها في بقية البلدان العربية.

تعود أولى الرسائل الجامعيّة التي أشرفت عليها منيرة شابوطو-الرمادي إلى سنة 1974 أي سنوات قليلة بعد التحاقها بالجامعة لتستهلّ بها مسيرة زاخرة من التكوين والتأطير تنوّعت فيها المجالات العلميّة وتجدّدت بفضلها المقاربات والمناهج لتنجح في تأسيس مدرسة بحثيّة تامّة الأركان سيظلّ لها عميق الأثر في تونس وخارجها تضمّ جيلا كاملا من الباحثين والمؤرّخين والأثريّين الذين يشغلون اليوم الصفوف الأولى في أهم المؤسّسات الجامعيّة والمخابر والمراكز القائمة على البحث التاريخيّ والأثريّ بتونس والخارج.

ظلت الأستاذة شابوطو طيلة مسيرتها المهنيّة وفيّةً بشكل مستمرّ للحرم الجامعيّ ملازمةً له مع تفتّحها على المحيط الثقافيّ والمدنيّ وبدرجةٍ أقلّ السياسيّ وذلك إيمانًا منها بدور المثقف وضرورة مشاركته في الارتقاء بوعي مجتمعه وتأطيره حتى وإن كان ذلك من موقع التفكير والتنظير والترويج للقيم الإنسانيّة والنضال من أجل العدل والمساواة وحرّية الرّأي والعدالة الاجتماعية. ولذلك لم تتخلف عن دورها كمثقفة وكأستاذة-باحثة سواء كان ذلك في إطار مختلف الهياكل الجامعيّة أو ضمن المنظمات المدنيّة والمؤسّسات الوطنيّة وخلال المناسبات الثقافيّة والتوعويّة التي انخرطت فيها والأحداث التي واكبتها. كما ساهمت في إثراء الحوار المجتمعي حول العديد من القضايا التي شغلت المجتمع التونسي مثل الحرّيات الأكاديميّة وحقوق المرأة والمواطنة وذلك عبر نشر عديد المقالات الصحفيّة المعمّقة وإطلاق بعض المبادرات المواطنيّة وغيرها...

وبفضل تفتّحها وروح التعاون والشراكة التي كانت تتحلى بها مازالت العديد من المؤسسات والجمعيات والمنظمّات في تونس وفي الخارج تحتفظ اليوم باسمها الخالد بكلّ اعتزاز ضمن دفاترها وفي سجلاّتها الفخريّة؛ فقد أشرفت لعدة دوراتٍ على الجائزة الوطنية "زبيدة بشير" صنف البحث العلمي باللّغة الفرنسيّة بمركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة (الكريديف) الذي تولّى تكريمها كاعتراف لها بما قدّمته لهذه المؤسّسة الرّائدة وبمناصرتها لقضايا المرأة بشكل عام، هذا فضلا عن ترؤسها للجان جوائز أخرى لبعض المؤسّسات الراعية للأنشطة الثقافيّة والنشر العلمي مثل مؤسستي بولينا Poulina (2009) وكومار Comar (2009-2010) وغيرهما...

          وحـظيت من جهة أخرى عديد الجامعات العربيّة والأجنبيّة بشرف استضافتها كأستاذة زائرة وتقديم الدروس الافتتاحيّة فيها فقد جابت عديد المراكز الجامعيّة المشهورة في العالم؛ فمن طوكيو Tokyo باليابان إلى بوسطن Boston بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى بيروت بلبنان، إلى روما Rome بإيطاليا، إلى الرّباط بالمغرب، إلى القاهرة بمصر، إلى ليدن وبريل Leiden et Brill بهولندا، هذا علاوة على أغلب المؤسّسات الجامعيّة الفرنسيّة التي كانت تربطها بها علاقات تعاون مستمرة بحثًا وتأطيرًا وتكوينًا.

وبالتوازي مع ذلك، برز إسم منيرة شابوطو لدى العديد من الجمعيّات والمنظمّات الوطنيّة والدوليّة حيث كانت من بين المؤسّسين للجمعيّة التونسيّة للمؤرّخين الجامعيين (STHU) وانضمت إلى هيئتها التنفيذيّة سواء كرئيسة أو كنائبة رئيس خلال سنوات 1987-1990، هذا بالإضافة إلى العديد من الجمعيّات الأخرى الناشطة في مجال المرأة والبحث العلمي والعلوم الإنسانية والاجتماعية والعلاقات الثقافية مثل جمعية النساء التونسيات من أجل البحوث والتنمية (Afturd) وغيرها. وقد كان آخر نشاط جمعياتي بارز لها ضمن جمعية L'Association Tunisienne des Membres  de l’Ordre des Palmes Académiques (ATMOPA) التي انتسبت إلى مكتبها التنفيذي لدورتين (2016-2018 و2019-2021) وكانت أكثر عناصرها ديناميكيةً وحيويةً ونشاطًا.

للمرأة سجلٌّ حافل بالجوائز والدّروع والأوسمة والتكريمات الوطنيّة والإقليميّة والدوليّة في مجالات التربية والثقافة والتاريخ والآثار، فقد حصلت في سنة 2001 على وسام الاستحقاق التربوي، ثم على وسام المجمعيّين للأدباء والعاملين على نشر الثقافة الفرنسية سنة 2006، لتتوج مسيرتها المهنيّة في سنة 2007 بوسام الاستحقاق الثقافي قبل التحاقها بصفِّ الأساتذة المميّزين، وتواصل بعد ذلك حصاد الجوائز العلميّة والثقافيّة حيث حصلت سنة 2016 على جائزة ابن خلدون لتنمية الدّراسات والبحوث في العلوم الإنسانية والاجتماعية بالبحر المتوسط «Prix Ibn Khaldûn pour la promotion des études et des recherches en sciences humaines et sociales, Tunis»، وفي سنة 2020 على درع الاتّحاد العامّ للآثاريّين العرب اعترافا بمكانتها العلميّة والأكاديميّة وتثمينا لجهودها في تأسيس مدرسة عربيّة في الدّراسات الأثريّة والتراثيّة.

ويبقى التكريم الأزلي والخالد هو ما زرعته من علم ومعرفة وقيمٍ اعتباريّة ستظل محلّ تقدير الجميع في كلّ الأطر التي تركت أثرها فيها في تونس وخارجها... ولعلّ محافل التكريم العديدة التي حظيت بها المرأة إبان حياتها وبعد رحيلها تبرهنُ على ما بلغتهُ "السُّلطانـة"، كما تُعرفُ في محيطها القريب من مكانة رفيعة في قلوب مريديها وطلبتها وأصدقائها وزملائها. 

 

 بيبليوغرافيـا

المقالات والكتب التكريمية للأستاذة منيرة شابوطو-الرمادي:

-      2015: دراسات مُهداة إلى الأستاذة منيرة شابوتو الرمادي، جمع النصوص وأشرف على نشرها الأستاذان محمد عبد الحميد سعيد وخالد كشير، منشورات مخبر العالم العربي الإسلامي الوسيط، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة تونس.

-      2015: بحوث في التاريخ والجغرافيا والحضارة: أعمال مهداة إلى الأستاذين منيرة الرمادي شابوطو وعبد الله الشريف، جمع النصوص وقدم لها الأستاذ منجي بورقو، مركز النشر الجامعي ودار المعلمين العليا، تونس.

-      2023: منيرة شابوتو الرمادي: أستاذة الأجيال، الكتيب التكريمي بمناسبة إحياء أربعينية الفقيدة  بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة تونس.

-      2023: "أربعينيّة الفقيدة منيرة شابوتو الرمادي 29 نوفمبر 2023"، تسجيل فيديو على قناة اليوتيوب للمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون: بيت الحكمة. https://www.youtube.com/watch?v=hhqbKiyVeAg

-      Mohamed Arbi Nsiri, «In Memoriam Mounira Chapoutot-Remadi (1942-2023)», Leaders, 3 novembre 2023, https://www.leaders.com.tn/article/35310-in-memoriam-mounira-chapoutot-remadi-1942-2023 (consulté le 24 juin 2024).

 

مختارات من الأعمـال العلميّـة لمنيـرة شابوطـو-الرمـادي:

-      2006: على خطى ابن خلدون، (مع عبد الوهاب بوحديبة،)، وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، تونس.

-      2010: موسوعة القيروان، (إشراف بالتعاون مع محمد اليعلاوي وراضي دغفوس)، وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، تونس.

 

-     1972: «Une institution mal connue : le califat abbasside du Caire », Les Cahiers de Tunisie, T.XX, p. 11-24.

-     1974: «L’agriculture de l’empire mamlûk au moyen âge d’après al-Nuwayrî », Les Cahiers de Tunisie, T.XXII, p. 23-45.

-     1975: «Le vizirat en Egypte à l’époque mamlûke », (Présenté au Congrès des Orientalistes, Paris, 1973), Revue tunisienne des Sciences sociales, p. 87-120.

-     1976: «Les relations entre l'Egypte et l'Ifrîqiya au XIIIe siècle d'après les auteurs égyptiens», Actes du premier congrès d'histoire et de civilisation du Maghreb, CERES, Tunis, 1976, T.I.

-     1980: «Fronte Sahariano e fronte mediterraneo », Revue Hinterland, nº15-16, Milan, p.10-21, accompagné de cartes et plans.

-     1985 : «Une grande crise à la fin du XIIIe siècle en Egypte», Journal of economic and social history of the Orient, p. 217-245.

-     1993: Liens et relations au sein de l'élite mamlûke premiers sultans Baḥrides : 648/1250 - 741/1340, Thèse de Doctorat d’Etat, Sous la direction de Jean-Claude Garcin. Université de Provence Aix-Marseille.

-     1993 : «Nuwayrî, un encyclopédiste du XIVe siècle», Encyclopédie de l’Islam, 2e édition.

-     1995: «Femmes dans la ville à l'époque mamluke», Journal of economic and social history of the Orient, numéro spécial sur l'histoire des femmes, préface par Georges Duby, p. 145-164

-     1995: Itinéraire du savoir en Tunisie, CNRS-IMA-Alif, Coordinatrice de l'ouvrage et auteur de trois articles en plus de l'introduction «Pages d'histoire ifriqiyenne», (p.14-28) et de la conclusion, «de l'Ifriqiya à la Tunisie», (p.171-173).

-     1996: «Les grands itinéraires commerciaux et la route de la soie (au moyen âge)», accompagné de deux cartes, congrès international de médecine sur la maladie de Behçet. Revue de Rhumatologie, juil-sept.

-     1997: «Thirty years of research on the history of the medieval Maghrib» (With Radhi Daghfous), The Maghrib in question. Essays of history and historiography, ed. by Michel Le Gall and Kenneth Perkins, University of Texas Press, Austin, p. 35-61.

-     2000: Ifriqiya, treize siècles d'art islamique en Méditerranée, éditeur Musée sans frontières.

-     2000-2008: Histoire de l'humanité (UNESCO), (en anglais et en français), T.IV: La culture sociale et matérielle, (p.687-728) ; Les non-musulmans dans la société islamique (p.729-736), en collaboration avec Radhi Daghfous.

-     2000: «Tunisie médiévale», dans l'article Tunis, Encyclopédie de l'Islam, 2e édition, en collaboration avec Radhi Daghfous, T.IX.

-     2000: «Tunis», Grandes villes islamiques, Ecole Française de Rome, p. 235-262.

-     2004: «Les élites savantes et le pouvoir hafside à Tunis», Mélanges méditerranéens d'amitié et de reconnaissance à André Raymond, Publications de la fondation Temimi pour le recherche scientifique et l'information, Tunis, T.I, p. 97-111.

-     2005: «Séville, Barcelone et Tunis ; histoire d'une relation», Colloque tuniso-espagnol, Tunis, juin 2004, édité Beït al Hikma, Carthage, p. 49-68.

-     2007: «Chronologie» (12-19) «Les Abbassides: le premier empire islamique» (p.59- 79), Découvrir l'art islamique en Méditerranée, Musée sans Frontière.

-     2008: «La place de l'Egypte dans l'œuvre d'lbn Khaldûn», coll. Beit al-Hikma, Carthage.

-     2009: «Les frontières dans le monde musulman», Participation au Rendez-vous de l'histoire, Tanger, avec A. Cheddadi et Pascal Buresi.

-     2010: «Maqrîzî, Muhammad Yalaoui et moi », Hommage à Muhammad Yalaoui pour ses 80 ans, Beït al-Hikma, p. 171-192.

-     2013 : «Tunis  Ville méditerranéenne», La Tunisie antique et islamique, Samir Guizani, Mohamed Ghodhbane, Xavier Delestre éd., Tunis, p. 250-269.

 

 

 

فتحي جراي

تفاعل مع المنشور وشاركنا تعليقاتك

ابحث بالمجال
العلوم
الاجتماعيّة والقانونيّة
العلوم
التجريبيّة والطبيّة
الآداب
والفنون
الالتزام
والنّضال في الحياة العامّة
الحضارة
والتاريخ
تواصل معنا

اقترح شخصية

تواصل معنا

العنوان

شارع عبد العزيز آل سعود - نهج الشهيد فرحات ين عافية المنار2 - 2092 - تونس - الجمهورية التونسية

البريد الالكتروني
directiongenerale@credif.org.tn
رقم الهاتف
0021671885322
Drag View Close play
0%