0 Loading ...

موسوعة النّساء التّونسيّات موسوعة النّساء التّونسيّات

أمّ العلـوّ

[ت 445هـ/1053م]
مجالات النشاط
  • الحضارة والتاريخ

أم العلوّ هي بنت نصير الدولة باديس بن منصور الصنهاجي (386-406هـ/996-1016م) وأخت أبي تمّام المعزّ ابن باديس (406-454 هـ/ 1016-1062م) ذكر الهادي روجي إدريس (ت 1979) أنّ سنّها يوم زفافها كان سبع عشرة سنة (إدريس الهادي روجي، الدولة الصنهاجية، تاريخ إفريقية في عهد بني زيري من القرن 10 إلى القرن 12 م تعريب حمادي الساحلي، بيروت، دار الغرب الاسلامي 1992 جزء 1 ص 193). يعني ذلك أنّها قد تكون ولدت سنة 398 هـ /1008 م، وهي السنة نفسها التي ولد فيها المعزّ. أمّا وفاتها فقد تكون بسوسة سنة 445 هـ / 1053-4 م (المرجع السابق، ج I، ص 179).

برزت في المصادر التاريخية في أخبار زواجها وفي حرب المعزّ مع زناتة بطرابلس في أوائل سنوات 430 هـ/1039م.

زوّج المعزّ أخته في غرة شعبان من سنة 415 هـ /18 اكتوبر 1028 م الأمير عبد الله بن حمّاد الصنهاجي (ت بين 430 و435 هـ / 1038-39، 1042-43 م). ولقد علّق ابن الأثير (ت 630 هـ /1223 م) على هذا الزواج قائلا «زوّج أخته لعبد الله بن حمّاد فازدادوا اتّفاقا وأمنا» (ابن الأثير، عزالدين ابو الحسن علي بن ابي الكرم، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1979، ج 9 ص 259).

وحتّى نفهم هذا القول لا بدّ من العودة إلى حرب سنة 408 هـ/1017-18م الواقعة بين حمّاد بن بلكين (397-419 هـ / 1007-1028م) والمعزّ والمنتهية بهزيمة حمّاد وطلب العفو من المعزّ وإرسال ابنه القائد، وليّ عهده (419-424/ 1028-1045) إليه وإبرام اتّفاق سلام في 30 جمادى الأولى / 24 أكتوبر من السنة نفسها، وهو صلح أفضى إلى طاعة الحمّاديّين للمعزّ واعترافه هو بهم بولاية المسيلة وطبنه ومرسى الدجاج وزوارة وغيرها من أعمال المغرب الأوسط فاستقام الأمر بينهم وبقي القائد يتردّد على المعزّ (المصدر السابق، ج 9 نفس الصفحة ابن عذاري المراكشي، ابو العباس احمد بن محمد، البيان الـمُغـرِب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب، تونس، دار الغرب الاسلامي، 2013، ج 1 ص 293، النويري، شهاب الدين احمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الادب، بيروت، دار الكتب العلمية، 2004، ج 24، ص 113-114. وانظر ابن ابي دينار، محمد بن القاسم الرعيني القيرواني، المؤنس في أخبار إفريقية وتونس، دار بيروت، دار المسيرة/تونس، مؤسسة سعيدان، 1993، ص 104.)

وزادت المصاهرة في توطيد أواصر القرابة بين حمّاد والمعز وعمّقت استقرار الإمارتين وأمنهما.

ولقد وصف ابن عذاري (ت 695 هـ / 1295 م) هذا الزواج مشيرا إلى مظاهر البذخ والأبّهة التي وسمته، فقد زيّن الإيوان ونضّدت في الأسلاك والجواهر وأواني الفضّة والذهب والأشعة الفاخرة والنفيسة وحمل كلّ ذلك إلى الأخبية والأقبية التي ضربت لذلك وحمل مهر العروس في أحمال عشرة على كلّ واحد منها جارية جميلة. وجاء أنّ مهر أمّ العلوّ مائة ألف دينار عينا ولكن ما لها يفوق ذلك إذ قيل إنّه يزيد عن ألف ألف دينار وهو حسب ابن عذاري فريد لا نظير له في افريقية (البيان المغرب، مصدر مذكور، ج 1 ص 297-298).

ليس هذا الترف الممشهد إلّا جزءا من الجهاز الطقسي(dispositif rituel) الملكي وعلامة من علامات السلطة والأبّهة اللتين تحتاجان إلى الظهور لترسل منهما العظمة والقوّة. ومعلوم أنّ زمن الاحتفال هو أشدّ الأزمنة توظيفا لذلك. ولقد مضى «بين يدي» الأميرة «عبيد أخيها شرف الدولة وأبيها نصير الدولة وجدّها عدّة العزيز بالله ووجوه رجال الدولة» (المصدر السابق، ج 1، ص 298.) مباركة للزواج واحتفالا بأن تكون طرفا في مجد الدولة الصنهاجيّة ورسولا لها في قلعة بني حمّاد وعنصر سلام وأمن.

أمّا ذكرها الثاني في الأخبار فكان عندما قرّر المعزّ توجيه حملات عسكرية ضدّ زناتة من ناحية طرابلس لاشتداد شوكتها عليه في أعوام ثلاثين وأربعمائة» حسب تحديد ابن خلدون (ت 808 هـ/1406م) (ابن خلدون، عبد الرحمان، العبر، القاهرة، بولاق، ج 7، ص 43.) إذ استعان المعزّ بصهره الأمير عبد الله بن حمّاد الذي قدم في جيش عظيم، وقد رافقته أمّ العلوّ. ولكنّ المعزّ هُزم وقُتل صهره وسُبيت أخته ثمّ أُطلق سراحُها (الدولة الصنهاجية، مرجع مذكور، ج 1، ص 204) وليس لدينا معلومات دقيقة عن الظرف السياسي الذي أطلقت فيه الأميرة، فهل كان ذلك عقب الهزيمة أم بعد أن هَزم المعزُّ الزناتيّين في الهجوم الثالث وأبرم معاهدة الصلح معهم؟ (المرجع السابق، الصفحة نفسها).

ظهرت الأميرة أمّ العلوّ امرأة لا تخشى ميدان القتال وزوجا مرافقة لزوجها في الحرب غير مكتفية بأدوارها في البلاط وابنة مدافعة عن دولة أبيها.

ولقد عُثر بمكتبة جامع عقبة بالقيروان على ورق رقّ من مصحف كُتب بخطّ القاضي عبد الرحمان بن محمد ابن عبد الله بن هاشم (ت بعد 413هـ/1022م) ونصّ توقيفه ممّا أمرت بتحبيسه أمّ العلوّ على مسجد أبي عبد المطلب بباب سلم (عبد الوهاب، حسن حسني، شهيرات التونسيات، تونس منشورات مكتبة المنار، 1965، ص 80، هامش 1). ويبدو أنّ الاهتمام بالمصاحف شأن سائد في البلاط الصنهاجي بإفريقيّة وليس حكرا على الرجال. ومصحف أمّ العلوّ هو ثالث ثلاثة مصاحف، حبّستها نساء البلاط، إلى جانب مصحف أمّ ملال (ت 414 هـ /1023 م) ومصحف فاطمة الحاضنة (ت 416 أو 420 هـ / 1025 أو 1029م) ويعتبر هذا التحبيس من الأعمال الخيرية نرى فيه اهتماما بالكتاب وتشجيعا على فنّ الخطّ والتزويق والتذهيب والتجليد.

 

سهام الدبّابي (الميساوي)

 

تفاعل مع المنشور وشاركنا تعليقاتك

ابحث بالمجال
العلوم
الاجتماعيّة والقانونيّة
العلوم
التجريبيّة والطبيّة
الآداب
والفنون
الالتزام
والنّضال في الحياة العامّة
الحضارة
والتاريخ
تواصل معنا

اقترح شخصية

تواصل معنا

العنوان

شارع عبد العزيز آل سعود - نهج الشهيد فرحات ين عافية المنار2 - 2092 - تونس - الجمهورية التونسية

البريد الالكتروني
directiongenerale@credif.org.tn
رقم الهاتف
0021671885322
Drag View Close play
0%