مجالات النشاط

• العلوم التجريبيّة والطبيّة

سامية العكروت يعيش هي مهندسة معماريّة متخصّصة في العمران الحضري، شغوفة بمهنتها التي جمعت بين التقنية والإبداع، ومناضلة من أجل المحافظة على التراث المعماري، ومديرة عامّة لجمعيّة صيانة مدينة تونس لمدّة عشرين سنة. وبفضل جهودها وعملها المعماري الإبداعي أحرزت، بصفتها مهندسة معمارية، على جائزة الآغا خان للعمارة في مناسبتين، سنة 1995 عن إنجاز مشروع إعادة هيكلة حيّ الحفصيّة، وسنة 2010 عن مشروع إحياء التراث الحديث لمدينة تونس وصيانته. وقد تجاوز إشعاعها الإطار المحلّي لتشغل مناصب في مواقع قرار ومهامّ استشارة في هيئات عربيّة ودوليّة عدّة تعتني بالمحافظة على التراث المعماري وصيانة المدن.

ولدت سامية العكروت يعيش في 02 مارس 1955 بصفاقس وزاولت دراستها الابتدائية بمركز كمّون والثانوية بمعهد الفتيات بمسقط رأسها، وبعد نجاحها الباهر في شهادة الباكالوريا شعبة العلوم في جوان 1972 (شهادة شفوية لزوجها نورالدين يعيش)، تمّ توجيهها لدراسة الهندسة المعمارية وتخطيط المدن بالمعهد التكنولوجي للفنون والهندسة المعمارية والتعمير بتونس (ITAAUT). وتحصّلت سنة 1981، بعد مناقشتها لمشروع ختم الدّروس، على ديبلوم مهندس معماري وإدارة التخطيط الحضري.

وبعد التحاقها سنة 1982 بجمعيّة صيانة مدينة تونس (ASM) التي تأسّست سنة 1967، أصبحت سامية العكروت يعيش أول مهندسة معمارية تونسيّة تهتمّ بالمحافظة على التراث وإعادة هيكلة بعض الأحياء الشعبيّة، وأضحت كذلك مدافعة حازمة عن المعمار التونسي القديم، وخاصة بالمدينة العتيقة التي ناهزت مساحتها 250 هكتارا. واعتبارا لكفاءتها، عُهد إليها صُلب هذه الجمعيّة بالإشراف على عدّة مشاريع عمرانيّة. وبدأت مسؤولياتها تتدرّج إلى مستويات أعلى حتى أصبحت مديرة عامة للجمعيّة لمدّة عقدين من الزمن (من 1993 الى 2013).

وأثناء تولّيها لهذه المسؤوليّات، ساهمت سامية العكروت يعيش بشكل كبير في الدفاع عن الثروة الحضرية والثقافية بتطوير استراتيجيات لحماية المواقع التاريخية وإعادة هيكلة الأحياء العتيقة وإحياء معالم مدينة تونس وصيانتها. فكان لها دور اجتماعي واقتصادي مهمّ في تطوير الفضاء المعيشي، وذلك بمعاضدة جمعية صيانة المدينة وورشات أعمالها المتعددة الاختصاصات وبدعمٍ من بلدية تونس ووكالة التّأهيل والتجديد الحضري (ARRU).

أشرفت سامية العكروت يعيش على تنفيذ مشاريع عمرانيّة متكاملة تدخل في إطار إعادة تأهيل أحياء كاملة وتجديدها من حيث البنية التحتية والسكن، مع توفير كل المرافق الأساسيّة، الاجتماعيّة منها والتجارية والثقافية، كإعادة هيكلة منطقة الحفصيّة، انطلاقا من رؤية جديدة لإدماج السكان وتحسين عيش المواطنين مع المحافظة على رمزية المكان كمركز للمبادلات الاقتصادية والاجتماعية بمدينة تونس.

وهكذا بفضل خبرة سامية العكروت، وُلد مشروع التنمية الشامل لمنطقتي الحفصيّة I وII، وتمّ إنجازه على مرحلتين مع مراعاة الخاصيّات الجماليّة وكذلك الاقتصادية. وفي هذا المشروع نجحت سامية العكروت في الجمع بين المحافظة على الطابع التراثي التونسي وخلق المرافق الاجتماعية والاقتصادية اللاّزمة للسكان.

كما أشرفت على إنجاز عدّة مشاريع حضريّة أخرى من ضمنها المشروع الرئاسي الخاص بتأهيل الوكايل في مدينة تونس وهي مبان تسكنها عائلات ضعيفة الدخل، بهدف إنقاذها من السقوط واختفائها من المشهد المعماري والتاريخي، وبناء أخرى جديدة ذات نوعية أفضل، لإيواء العائلات الفقيرة جدّا، والمسنّين العزّل، في مدينة تونس أو في ضواحيها (دوار هيشر، الحرايريّة وحيّ المشتل بالعقبة).

 أنجزت بصفتها رئيسة جمعيّة صيانة مدينة تونس، بمعيّة فريقها، مجموعة مشاريع معمارية كترميم مساجد وزوايا ومدارس (المنتصرية، البكرية، العاشوريّة: 1982 – 1994)، ومتحف مدينة تونس بقصر خير الدين (1997-1999)، وكنيسة سانت كروا (Sainte-Croix) وتأهيلها لإيواء مركز متوسّطي للفنون التطبيقية (2000-2002). وكذلك إعادة تهيئة المسرح البلدي لمدينة تونس (1999-2002) وإعادة هيكلة السوق المركزية بتونس (2003 - 2006)، وترميم جامع الزيتونة الكبير ومحيطه (2004- 2008).          

ونظرا إلى إشعاعها محليّا وعربيّا ودوليّا، فإنّ المهندسة المعمارية سامية العكروت يعيش، تمّ تعيينها بصفتها رئيسة لجمعية صيانة مدينة تونس، مستشارة لدى الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي FADES، وعضو لجنة التحكيم في جائزة العمارة والتراث لمنظمة المدن العربية ( قطر 2004).

أمّا خارج إطار الجمعية، فإنّ سامية العكروت يعيش كانت عضوا في المجلس الدولي للآثار  والمواقع (ICOMOS)، والمنسق الإقليمي، منذ سنة 2002، لمنظمة مدن التراث العالمي (OVPM)، الأمانة الإقليمية لإفريقيا والشرق الأوسط، ومديرا عامّا لمؤسّسة التراث والمدن العربيّة التاريخيّة بتونس برعاية منظمة المدن العربية منذ عام 2008، وعضوا في الهيئة التونسيّة لبرنامج الإدارة الحضرية - الدول العربية (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي / مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة البشرية CNUEH/ البنك الدولي)، وعضوا في لجنة اختيار برنامج MED-URBS بالمفوضيّة الأوروبيّة عام 1995. كما كانت عضوا في الرابطة الدولية وفي الجمعيّة التونسيّة للمهندسين المعماريين، وعضوا مؤسّسا للجمعية التونسيّة للآثار والمواقع، والرئيس المؤسّس لتحالف «النساء والمدن» في الاتحاد الوطني للمرأة التونسيّة، جويلية 2000.

فازت سامية العكروت يعيش بجائزة الآغا خان للعمارة في مناسبتين على ما سبقت الإشارة إليه : الأولى سنة 1995 عن مشروع إعادة تأهيل وهيكلة منطقة الحفصيّة، والثانية سنة 2010 عن مشروع «إحياء التراث الحديث لمدينة تونس» (تراث القرن التاسع عشر والقرن العشرين) (شهادة شفوية لزوجها نورالدين يعيش)، كما نالت وسام الاستحقاق الثقافي البرازيلي بدرجة فارس، سنة 2004 ووسام الاستحقاق الثقافي من الجمهوريّة التونسيّة بدرجة فارس سنة 2005.

توفّيت سامية العكروت سنة 2015 بعد عطاءٍ ثري ومتنوع دام أكثر من ثلاثة عقود قضتها في صيانة وتعزيز التراث المعماري والعمراني الاستثنائي داخل العاصمة وخارجها. كما عُرفت بحرصها الشديد على إبراز القيمة التراثية لمدينة تونس والمدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ سنة 1979.

سامية العكروت يعيش هي امرأة ذات إمكانات إبداعيّة عالية جعلت من المناطق الحضريّة المتداعية، أحياء جديدة آهلة يطيب فيها العيش، فضلاً عن المحافظة على العديد من المعالم التاريخيّة كالمسارح والمتاحف.

مختارات من مقالاتها

• La Médina de Tunis : des études aux actions » ;  Le fascicule de recherche du CNRS de Tours; n° 10, 1982.

• Architecture et développement, « Low Incom Urban Housing, the Hafsia Tunis La revue ; MIMAR;  n°17, 1985.

• Étude comparée du devenir des centres-villes arabes et européens ; Annales de géographie,  603, 1998, 553-554 ,.

• Les jardins de Sfax : Jneins et Borjs, Architecture méditerranéenne ; 1999 : 149-153 .

• Le rôle des acteurs locaux dans la gestion urbaine : l’expérience de la ville de Tunis : Revue internationale des sciences sociales ; 2002 ; 2 (n° 172) : 273 – 278.

• La Medina de Tunis: strategie de sauvegarde durable ; Archibat: 2002, N° 5, 38-45.

• Tunis, 1800-1950 : Portrait architectural et urbain (en collaboration avec Zoubeïr Mouhli ; Justin McGuinness

Editeur : Elyzad-Clairefontaine, 2006.

  حسن العمري